بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لقد نجح المستعمر الخبيث في السابق وامركا حاليا الى حد كبير في تنفيد
مخطَّطاتهم الرامية إلى إخراج المرأة من حجابها وعفتها بغية تدمير المجتمع
الاسلامي وتغريبه، وبهدف إفقاده لهويته الإسلامية، واإيقاع الشباب في براثن
الشهوة والانحلال.... بل إن نجاحه كان أعظم بعد خروجه من البلاد الاسلامية
حيث استخدم الحكام في بعض الدول الاسلامية دعم مسيرة الانحلال، والتي وصل
الأمر فيها إلى سنّ قانون بحظر الحجاب على المرأة
ورغم هذه الحرب نجد الفتنيات والنساء في هذه البلدان التي منع فيها ستر
المراة تتشبت بعفتها وتناضل لاجل سترتها ولو كلفها ذلك مستقبلها ودمها
في حين نرى فتايات ونساء يؤيدن هذه الحرب ويسعين للتحرر.....الذي هو في
الاصل التحرر من الفضيلة........ ومع الاسف انتشر هذا النوع في دول كانت
السترة فيها انذاك هو العرف السائد
فلما اتنزعتيه ياختي المسلمة؟؟؟؟؟؟؟
وقد تسألنا سائلة : لماذا منحنا الله الجمال ومنعنا من التمتع به ؟
وكأنها بسـؤالها تستبطن شعورا بالظلم . فالفتاة السائلة ترى أن من حقّ
الجميلة أن تعرض جمالها على الناظرين كما يعرض التاجر بضاعته من خلال معرض
متجره .. أو كما يعرض الرسام لوحاته في معرضه أو مرسمه .
حسـنا ، فلنناقش الأمر بعقـل بارد ، ومن خلال أسئلة هادئة وصريحة :
ـ هل تبتغي الفتاة الجميلة أن تجتذب الأنظار إليها من أجل الزواج بها ؟
ـ هل تسعى من خلال كشفها لجمالها أن يتكاثر عليها المعجبون ؟
ـ هل تقوم بإبراز مفاتنها ليكون جسدها مبذولا لكل من يشتهيه؟
فإذا كانت تبتغي الزواج ، وهو حقها الشرعي لا يخالفها عليه أحد، فإنّ الاسلام لم يحرمها من :
ـ كشف وجهها ، وهو عنوان جمالها الذي يمكـن لخاطب ودها أن يقرأه ، والكتاب ـ كما يقال ـ يعرف من عنوانه ، في الغالب .
ـ الحركة في المجتمع ، سواء في مواقع الدراسة أو في العمل ، مما يتيح لها
المجال في أن يتعرّف الراغب بالزواج عليها ، سواء من خلال النظرة العامّة
أو من خلال السلوك والتصرّف .
ـ مفاتحة مَن ترغب الزواج به ، وإن كانت التقاليد قد حجبت هذا الحق
الشرعي حتى عاد أمراً مُسـتهجناً أو غير مُتعارَف عليه على الأقل .
وإذا تزوجت الفتاة ، كان لها أن تعبـر عن استمتاعها بجمالها بأقصى درجات
الاسـتمتاع . وإذاً فهو ليس الحـرمان ، بل وضع الشيء في موضعه ، وتلك هي
الحكمة .
أما إذا كانت تهدف إلى استقطاب عدد كبير من المُعجـبين ، فقد يدخل ذلك
على قلبها سروراً مؤقتاً وإعجابا بالنفس قد لا يستغرق أكثر من فترة التماع
نظرات المُعجَبين . لكن السؤال المهم هنا هو : وماذا بعد ؟
ـ هل تستهويها اللعبة فتبقى تتلقى نظرات الإعجاب المغموسة بالشهوة والطمع بجسدها لتشبع بذلك غرورها ، وهيهات أن يشبع ؟!
ـ هل تتخيّر من المُعجَبين شخصا بعينه لتعيش معه كزوجة في وئام واحترام وانسجام ؟
ـ هل تستسـلم لأكثر من مُعجَب ، لتكون صيدا سهلا لأكثر من صيّاد يقضي وطره منها ثمّ يرميها رميَ النواة ؟!
لقد كشفت الكثـير من التحقيقات في أوساط الفتيات والنساء السافرات أنّ
القضـية لم تقف عند حـدود الإعجاب ، بل تعـدّته إلى حالات من التحرّش
والمضايقة والاعتداء .
هكذا هو الحـال في مجتمع الفنانات من الممثّلات والمطربات .. وهكذا هو في
أوساط المذيعات الفاتنات .. وهكذا هو في دنيا السافرات المتـبرِجات من
الطالـبات والعامـلات في أماكن العمل المختلطة .
إنّ الفـتاة التي تجد متعتها في النظرات الجائعـة والكلمات الملتهبة تطرق
سمعها وهي تخطر كاشفة بعض مفاتنها ، ستجد نفسها بعد حين وقد ملّت اللّعب
بانتـظار الرجل الذي تسـعد بقربه ، ويصدق في حبها ويخلص لها ، وتشاطره
الاسـتمتاع بالحياة الزوجية بعيدا عن حالات التوتّر النفسي التي تعانيها في
عزوبيّتها .
أما تلك التي عرضت جسدها في سـوق المباذل لتقع في أحضـان أكثر من (زبون) ،
فقد اختارت طريق الفحشـاء والرذيلة ، وليس حديث هذه الصفحات معها .
إذا ، فالسؤال الحري بكل فتاة أو إمرأة مسلمة عاقلة أن تطرحه على نفسها هو : ماذا أريد بجمالي ؟
ـ هل أريد له ما تسوِله لي نفسي الأمارة بالسوء ويزيّنه الشيطان من تحويله إلى سلعة ؟
ـ هل أريد له ما يريده تجار اللّحم الحي وأدعياء الحرية؟
ـ هل أريد له ما أراد له خالقـه من أن يكون مصـونا في حدود الشرع ، وأن
أعبر عن استمتاعي به في المواضع التي حدّدها لي ، وفي ذلك فسحة كافية
للارتواء النفسي والجسدي ؟
وفي الإجابة الصريحة على هذه الأسـئلة ، يتحدّد موقف المرأة الشرعي من الستر والتبرج .
وثمة سؤال آخر تحتاج الفتاة أو المرأة أن تواجهه بصراحة أيضاً ، وهو : هل
أرتضي لنفسي كفتاة أو إمرأة أن تُقيّم شـخصيّتي من خلال شكلي الخارجي فقط ؟
أي من خلال جمالي الذي لا دخل لي فيه وإنما هو هبة الله الذي يمكن أن يسلبه
منِّي في أية لحظة ؟ أم أنّني كإنسانة لي نقاط قوّة وجمال أخرى يمكن أن
اُقيّم من خلالها شخصيتي